للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنت الحبيب المحض أنت أخو النّدى ... أنت الأمير ووارث الأمراء

أنت الذي ما تحت خضراء السّما ... ملك سواك أحقّ بالحمراء! (١)

فلتسم إسماعيل ذروة نيقها ... ولتقطعنّ أزاهر العلياء (٢)

ولتقعدنّ على مراتب ملكها ... تبعا إلى الأجداد والآباء

أبا الوليد نداء مشغوف بكم ... كلفا بذكراكم مدى الآناء

ماذا بعثت لنا؟ أزهر يانع ... أم زهر أفق لحن في الظلماء

أم لؤلؤ رطب تناسق نظمه ... في جيد باهرة السّنا غيداء

أم ذلكم حرّ الكلام وعذبه ... وبليغه (٣) المزري على البلغاء

من ذا يجاريكم لدى ميدانه ... ولكم به حوز السّباق النّائي؟

[٣٣/ب]

أيصحّ عند ذوي البصائر والنّهى ... أن تقرن الأنعام بالشعراء؟

عذرا فمثلك من تسامح مغضيا ... يا ذا المحيّا السّمح والإغضاء

وإذا تحققّت المودّة من أخ ... سقط التكلف، شرعة الفضلاء

فانظر بعين رضاك عيب نظامه ... واخفض جناح مذلّة الرّحماء

واكتبه، بل فاكتمه خيفة حاسد ... لي أن أرى في جملة الشّعراء!

...


(١) يتقارض الأميران النصري والعبد الوادي الثناء، ويتبادلان التمنيات الطيبات. وليس من شك في أن ابن الأحمر-صاحب الكتاب-لم يخطر له أن يتقلد أمور الحمراء على أي وجه، وإنما هو الشعر وخواطره.
(٢) النيق-بالكسر-أرفع موضع في الجبل ج نياق وأنياق ونيوق.
(٣) فيهما وبلغية «وهو تصحيف».

<<  <   >  >>