(*) بنو العز في أسرة مشهورة من أعيان مدينة سبتة وعلمائها والمستقلين بها. وهم ينتمون إلى لخم في اليمن. وأول من كان له شأن في السلطة منهم أبو القاسم محمد بن أبي العباس أحمد. وكان أبو القاسم في زمانه-كما قال ابن خلدون-كبير المشيخة بسبتة، وعقد له المرتضى الموحدي على سبتة ينفرد بحكمها في خبر طويل سنة ٦٤٧ هـ. وبقيت المدينة تحت نظر آل العزفي إلى أن احتلها أبو سعيد فرج صاحب مالقة، من بني الأحمر، ونقل بني العزفي إلى غرناطة، وضم سبتة إلى دولة بني الأحمر. وكان احتلالها في جملة لواحق المنافة والخلاف بين بني مرين وبني الأحمر، وكان العزفيون قد دخلوا في طاعة يعقوب المنصور المريني، وأخذت منهم سبتة في زمن خليفته يوسف. وعاد العزفيون إلى المغرب بعد انتهاء الخلافات المرينية الغرناطية، وعقد أبو سعيد المريني لأبي زكريا يحيى بن أبي طالب عبد الله العزفي-حفيد أبي القاسم-على سبتة، وبقيت في طاعته حتى توفي في خبر متشعب. وخلفه ابنه محمد الذي لم تدم دولته طويلا، وانتهت مكانة أسرتهم السياسية على يده. وقد انتشر بنو العزفي في فاس على الخصوص، وسبتة وغرناطة، وبقي لهم ذكر وصيت في علوم الشريعة واللسان وغيرهما. (راجع ابن خلدون ج ٧ والاستقصا للناصري ج ٣).