للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب الأول

في فضل الشّعر وإباحة إنشاده بالمساجد

نقول-والله المسدد-: الشعر لا يقوله إلا أهل الفضل والذكاء، ولا يرتاح لسماعه إلا الكرام. وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب أن ينشد بين يديه قصيدة امرئ القيس (١):

ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي

فإذا وصل منشدها بين يديه إلى قوله (٢):

ألا زعمت بسباسة اليوم أنني ... كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمسك» نزاهة منه صلى الله عليه وسلم أن يسمع الفحش الذي بعد ذلك في القصيدة.

وبعض المتفقهين الذين لا أدب عندهم، ولا هو في طبعهم ينكرون الشعر ويذمونه، ويرون أنه قبيح، وقائله مذموم. فليت شعري لم أنكروه وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم-وهو الأسوة والقدوة-كان يحب سماع قصيدة امرئ القيس المذكورة، وكانت في أكثر الأوقات تنشد بين يديه. وقد أنشده كعب بن


(١) مطلع قصيدة له (الديوان بشرح الأعلم الشنتمري):٢٧.
(٢) قال الأعلم «قوله ألا زعمت بسباسة هي امرأة عبرته بالكبر، وأنه لا يحسن اللهو، فنفى ذلك عن نفسه بقوله -في البيت التالي- كذبت لقد أصبي على المرء عرسه».

<<  <   >  >>