للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاله-رحمه الله- (هو) (١) محرز قصب سبق الكمال، المستولي على أمد الإجمال. له المناقب الجليلة، والآثار الجميلة من العدل في الرعية، وبذل الغيرة المرعية، واتباع الأحكام الشرعية. وحسبك من فضائله الجسيمة، ومحامده الجمة الوسيمة، أنه ما تناول من الخمر كاسا؛ ولا اتخذ منه خماسا. ولا حل مآزره على حرام، بل تبرأ من الفحش والآثام.

فمن قوله يفتخر-رحمه الله- (٢):

أرضي الله في سرّي وجهري ... وأحمي العرض من دنس ارتياب

وأعطي الوفر من مالي اختيارا ... وأضرب بالسيوف طلى الرّقاب


= الأندلس بجيوشه وأساطيله بعد اشتداد حملة الدول الإسبانية، وكانت عليه مع جموع الأندلسيين هزيمة منكرة سنة ٧٤١ قرب طريف. وجهز جيشه للعودة إلى الجهاد في الاندلس، فعلم بوفاة صاحب تونس أبي بكر الحفصي ونشوب الخلاف بين ابنيه، فقصد إلى تونس سنة ٧٤٨، وزار مدنا أخرى. وحصلت بينه وبين قبائل العرب خلافات ومعارك، ثم تصالح الطرفان. وفي هذه المدة بويع لابنه أبي عنان بعد انتشار خبر يقول بموت والده، وخرج من المنصورة إلى فاس، وتخلص أبو الحسن من طريقه بعد أهوال طويلة إلى قرب فاس، ولكن مؤيديه يخسرون معركتهم أمام جيوش أبي عنان، فيخرج إلى جبل هنتاتة ويقيم في قبائله زمانا يسيرا، ويعتل ويتوفى سنة ٧٥٢. وقد دفن بمراكش ونقل بعد ذلك إلى فاس. ويعد أبو الحسن المريني في أشهر ملوك المرينيين، وأبعدهم أثرا في الحضارة والعمران (انظر روضة النسرين لابن الاحمر:٢٥، جذوة الاقتباس لابن القاضي ٢٩١، والاستقصا في أخبار المغرب الأقصى للناصري ٣:١١٨ وما بعدها، واللمحة البدرية للسان الدين بن الخطيب ٩٢ - ٩٣، ورقم الحلل في نظم الدول له:٩٢ والعبر «تاريخ ابن خلدون» ٧:٢٧٨، ومشاهدات لسان الدين:١٢٣).
(١) كلمة هو لم ترد في: ط.
(٢) البيتان في روضة النسرين:٢٦.

<<  <   >  >>