ويعرف بالمصمودي وكان والده عمر يكتب للوزير أبي زيان فارس ابن ميمون بن ودرار الحشمي ولحقته ورأيته. وأبو عبد الله هذا توفي في إبان الشبوبيّة، وله اثنتان وعشرون سنة.
[حاله رحمه الله]
هو بحر الآداب، ورئيس النحو والحساب، وأما القراءات فبز فيها أهل عصره، كما كان في النبلاء وحيد مصره، عفّ الإزار، جم الحيا والوقار. كنت قد أنشدته بيتين أنشدنيهما لنفسه شيخنا الفقيه القاضي الفرضي أبو علي الحسن بن عثمان بن عطية الوانشريسي. وسبب نظمه للبيتين أنه بلغه عن بعض الطلبة أن أحدهم نظم أبياتا في غاية اللحن والكسر فاستهزؤوا به وسخروا منه، فخاطبهم بالبيتين ليكفوا عن ذلك، وهما:
كفّوا عن اللهو والمزاح ... وامضوا على الجدّ والصّلاح
فالجدّ أهل لكلّ خير ... يقود للنّجح والفلاح
فلما سمعهما مني استحسنهما، ونظم أبياتا وبعثها مع نثر له إلى شيخنا القاضي أبي علي المذكور، وهي:
دعوت للخير والفلاح ... إذ قلت كفّوا عن المزاح
وذاك أقصى مدى المعالي ... ورتبة الرّشد والنّجاح
[١١٠/ب]
وبعض أهل اليراع يلهو ... وليس [في] ذاك من صلاح
فعش هنيئا قرير عين ... ما اعتقب اللّيل مع صباح
ولما وقفت على البيتين ورأيتهما في البراعة توأمين، حملتني دعابة