والفقيه أبو القاسم هذا [٦٦/آ]. كان قد استنابه في القضاء الفقيه القاضي أبو إسحاق ابراهيم بن أبي يحيى التسولي قاضي حضرة السلطان أبي الحسن المريني.
وبابن رضوان يعرف، ونشأ ببلده مالقة على أحسن حال، كان شاهدا عدلا بسماط شهودها. وارتحل عنها إلى بر العدوة فاستنابه القاضي إبراهيم ابن أبي يحيى المذكور. ثم استكتبه بالحضرة المرينية أمير المسلمين أبو الحسن، ثم اختطب به بتونس حين ملكها من يدي الموحدين آل أبي حفص، ثم استكتبه ابنه أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عنان في حضرته. ثم قلده خطة العلامة ولم يزل عليها حتى الآن في حضرة الملوك من بني مرين.
[حاله-نسأ الله في أجله-]
هو سديد الرأي شديد الفهم، بارع الإنشاء رقيق النظم. متلفع ثوب الفصاحة، ورافع راية البهاء والصّباحة. قد امتطى صهوة طرف النّهى، وتقلد نجاد سيف حسن الرّواء. وباعه في المشاركة في العلوم مديد، وله معرفة بطارفها والتّليد. وهو الآن في الدولة المستنصرّية (١)، والإمارة المرينية، كاتب سرها ورئيس كتابها، والمعظم في وزرائها وحجابها. تحت برّ وإكرام، وسيب إنعام.
وما ذاك إلا للذي حاز من علا ... ومن مكرمات ما لها في الورى محص
(١) تلقب أبو فارس عبد العزيز المريني ب «المستنصر بالله».