للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكنى أبا القاسم. وأدركته، ورأيته.

وهو من أهل مالقة، وأصل سلفه من قرطبة، من بيت أصالة وتعيّن، وعم جدّه القريب رضوان، وهو أبو عبد الله محمد بن رضوان، كان لجدي الرئيس الأمير أبي سعيد فرج بن جدنا الأمير أبي الوليد إسماعيل بن جدنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر بن جدنا السلطان أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر الخزرجي، وزيرا ورئيس كتابه وذلك حين كان جدنا الرئيس الأمير أبو سعيد فرج (١) المذكور أمير مالقة (٢) والجزيرة الخضراء (٣) وسبتة من بر العدوة.


(١) هو الأمير أبو سعيد فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر؛ ومحمد أخو يوسف «جد فرج» هو أول ملوك بني نصر. كان واليا على مالقة، وهو الذي أوقع بسبتة فاحتلها وأجلى بني العزفي «راجع الباب الخاص بتراجم بني العزفي من هذا الكتاب». وانصرف ملك غرناطة إلى ولده أبي الوليد إسماعيل (خامس ملوك النصريين) بعد نصر. وكان الأمير فرج شخصية قوية، وذا نفوذ كبير.
(٢) مالقة: مدينة قديمة على شاطيء البحر المتوسط بين الجزيرة الخضراء والمرية وصفت المدينة بالجمال وطيب الهواء ووفرة الخيرات وازدادت أهميتها في عهد بني نصر، ونشطت فيها التجارة وازدهار العمران. وكان لصاحب مالقة أيام بني الاحمر مركز مرموق ومشاركة في كثير من الأمور لمكانة المدينة من البحر وقربها من المغرب وكانت-آنذاك -حاضرة علم وثقافة خرجت عددا كبيرا من الأدباء والكتاب والعلماء واشتهرت المدينة بصناعة الأواني الفخارية والخزفية التي انتشرت على يد التجار منها إلى بلاد المسلمين وغيرها.
(٣) الجزيرة الخضراء: مدينة بحرية في أقصى الجنوب من الأندلس. وتقابلها مدينة سبتة في بر العدوة من المغرب. وكان مرساها من أجود المراسي للجواز وأقربها من البحر المحيط، وهو مشتى مأمون. وأرض الجزيرة الخضراء أرض زرع وضرع وبخارجها المياه الجارية والبساتين النضيرة، وبها كانت دار صناعة الأمير عبد الرحمن الناصر. وقد تعرضت المدينة للخطر في القرن الثامن مع اشتداد غزوات الإسبان عليها وعلى مملكة غرناطة، واحتلت في عهد الأمير يوسف مع عدد القرى والقلاع ثم عادت الى المسلمين سنة ٧٠.

<<  <   >  >>