للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله أبو حمّو موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن الأمير يحيى بن أمير المسلمين يغمراسن بن زيان إلى الصحراء (١):

حنّ المشوق إلى ديار أحبّته ... فسقى الثرى شوقا لذاك بدمعته

واهتاجه وجدا هبوب نسيمها ... لمّا سرى يهديه طيب تحيّته (٢)

وشجاه تذكار العقيق وبانه ... وعهود تأنيس بظل أثيلته (٣)

لله منّا طيب عيش قد مضى ... يا ليت لو سمح الزّمان بعودته

فلكم بلغت من السرور به منى ... ولكم نعمت بطيبه وبلذّته

مع جيرة بانوا وما تركوا سوى ... قلب لفرط الشوق هام بسكرته

لم يودعوا يوم الوداع سوى البكا ... فيه وصلت نهاره مع ليلته

أترى الزّمان يجود لي بوصال من ... أهوى فأحسبه له من نعمته

أو من سبيل للورود بزمزم ... كي ينقع الصّادي لواعج غلّته

أو من سبيل للحلول بطيبة ... يقضي بها المشتاق أقصى منيته

حيث النبيّ الهاشمي محمد ... أسنى عباد الله خير بريّته

اختاره الله العظيم وخصّه ... في الأنبياء بعزّه وبحظوته


(١) انظر تفاصيل هذا الخبر في تاريخ ابن خلدون ٧:١٣٢ - ١٣٥.
(٢) في الأصلين: واهتازه (بالزاي بدل الجيم).
(٣) الأثيلة تصغير: الأثلة، واحدة الأثل.

<<  <   >  >>