للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنشدني لنفسه (١):

يفنى الهوى وغرام عزّة باق ... والشّوق يذهب ما عدا أشواقي

حلف الهوى ألا يفارق مهجتي ... طول الزّمان إلى بلوغ تراقي

فالوجد ما طويت عليه جوانحي ... والدّمع ما جادت (٢) به آماقي

أنا فارس العشّاق ما منهم فتى ... يهتزّ بين يديّ يوم سباق

٥ وإذا هم يعدون خلفي سرّعا ... لم يظفروا يوم الهوى بلحاق

فأنا الذي عرف الرجال مقامه ... من بينهم في مصرع العشّاق

قالوا لعاذ لنا وعاذرنا وما ... بي من غرام منهم ووفاق (٣)

قد صمّت اذني عن حديثكم كما ... عميت إذا شاهدتكم أحداقي!

إن شئت تعلم هل شعرت بأمركم ... أم لا، فهاك انظر إلى استغراقي

١٠ الحال أغلب والدّليل مؤخّر ... والحكم في ذا الباب للأذواق

دعني وعزّة والغرام فإنّه ... تثليث توحيد بغير نفاق!

داء الهوى ما إن أدين ببرئه ... ما للطّبيب ولي، وما للرّاقي؟!


(١) قال النباهي في ترجمته له (١٦٥): وكان التكلم بالشعر من أسهل شيء عليه في كثير مراجعاته وفنون مخاطباته. وله منها ديوان كبير يحوي من ضروب الأدب على جد وهزل، وسمين وجزل سماه ب‍ «العذب والأجاج».
(٢) في النسختين: ما جاءت، ولعله تحريف عما أثبت.
(٣) كذا البيت في النسختين، ولعل مطلعه: قولوا.

<<  <   >  >>