للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المدينة شرفها الله-وعلى ساكنها السلام. وقد شرحتها، وشرحي لها أذكره هنا معها.

وحدّثني بالقصيدة شيخاي الفقيهان الإمامان العالمان المحصلان المفتيان القاضيان الخطيبان: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الملك الفشتالي قاضي الجماعة بفاس (١)، والشريف أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن الحسني المعروف بالمومناني الفاسي عن الفقيه الإمام المحدث الرواية المسند الحافظ الحاج الرحّال محبّ الدين أبي عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن رشيد الفهري السّبتي (٢)، نزيل فاس. قال أنشدني لنفسه الفقيه الإمام العام العلامة الرئيس القاضي شهاب الدين أبو الثناء محمود ابن سليمان بن فهد الحلبي في سنة تسع وثمانين وست مئة بطريق المدينة:

وصلنا السّرى وهجرنا الدّيارا ... وجئناك نطوي إليك القفارا

أتيناك نحدو البكا والرّكاب ... ونبعث إثر القطار القطارا


(١) ترجم له لسان الدين في الإحاطة (٢:١٣٣) وأحمد بابا في نيل الابتهاج (٢٦٥) وغيرهما. ووصفه ابن الخطيب بأنه مديد الباع في فن الأدب، شاعر مجيد وكاتب بليغ وقال إن أبا عنان المريني قدمة قاضيا بحضرته. وهو توفي سنة ٧٧٩ كما في نيل الابتهاج.
(٢) من أهل سبتة ولد بها سنة ٦٥٧، وتوفي بفاس سنة ٧٢١، يعرف بابن رشيد. أثنى عليه ابن فرحون في الديباج المذهب (٣١٠) وقال إنه برع في علوم كثيرة رواية ودراية. وهو صاحب الرحلة المشهورة باسمه، وعنوانها: «ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطيبة». قال في درة الحجال (٢:٩٦) إنه بدأ رحلته من المرية سنة ٦٨٣.

<<  <   >  >>