للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن قوله-رحمه الله-ما كتب به من أرض الحبشة للأندلس، إلى صديقه الفقيه الكاتب القاضي أبي القاسم بن أبي العافية.

لمن الرّكائب خضن رمل زرود (١) ... وسرين بين تهائم ونجود

وجرين في بحر السّراب سفائنا ... ألبسن قارا للّيالي السّود

ورأين وطء الأرض منقصة الهوى ... فوطئن فوق محاجر وخدود!

هنّ المطايا عوّضت من طائها ... يوم النّوى نونا لكل عميد

٥ وهفت بهيف عاقروا تحت الدّجا ... خمرين من أين (٢) ومن تسهيد

تركوك تستقري المنازل بعدهم ... وسروا بشلو فؤادك المفؤود (٣)

فبكلّ واد أنت رائد مربع ... وبكلّ ناد أنت ناشد غيد

سيرا فدون مناك قطع مهامه ... قطع النّياط بها نياط القود (٤)


(١) زرود: جبل رمل بين ديار بني عبس وديار بني يربوع.
(٢) الأين: التعب والإعياء.
(٣) الشلو: البقية من كل شيء.
(٤) يقال مفازة بعيدة النياط: بعيدة الحد. والقود -ج- أقود: الذلول المنقاد من الخيل. والنياط الفؤاد، وعرق غليظ علق به القلب إلى الرئتين.

<<  <   >  >>