للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخمسين وسبعمائة، لأمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عنان فارس (١) وعارض بها قصيدة الشيخ الفقيه الإمام العالم الصّوفي المحقق أبي عبد الله محمد بن خميس الحجري (٢) التي أولها:

أمّا المشيب فقد لاحت لوامعه ... فما لدمعك لا تهمي هوامعه


(١) كانت للسلطان أبي عنان المريني عناية فائقة بالعلوم والآداب، ونقل المترجمون لابن خميس أنه كانت لأبي عنان عناية خاصة بأخباره وأشعاره (نفح الطيب ٥:٣٦٦).
(٢) هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد الحميري الحجري-حجر ذي رعين، وهو أبو قبيلة من اليمن-التلمساني عرف بابن خميس (٠٠٠ - ٧٠٨) من علماء تلمسان وشعرائها المعدودين. وقد أفاض مترجموه في ذكر مآثره ومزاياه العلمية والأدبية، ومنهم لسان الدين بن الخطيب، وابن خاتمة الأنصاري شاعر المرية وأديبها. ارتحل ابن خميس إلى سبتة، دار إمارة بني العزفي فأقام مده، ثم ارتحل إلى الأندلس تحت رعاية وزيرها ابن حكيم، وطاف في بعض بلاد الأندلس. وكانت وفاته في حادثة نكبة الوزير ابن حكيم، قتله بعض مهاجمي قصر الوزير دون جريرة سنة ٧٠٨، وله نيف وستون سنة (؟) كما نقل في نفح الطيب وأزهار الرياض. قال ابن خاتمة في مزية المرية في حقه «كان من فحول الشعراء وأعلام البلغاء، يصرف العويص ويركب مستصعبات القوافي» وذكر عنايته والعلوم اللغوية، ومشاركته في العقليات، وقعوده للإقراء أيام مقامه بغرناطة. قال: «ومال بأخرة إلى التصوف والتجوال، والتحلي بحسن السمت وعدم الاسترسال». ويلتقي هذا الكلام مع ما يذكره ابن الأحمر عن تصوفه. وقد جمع أبو عبد الله الحضرمي-معاصر ابن خاتمة ولسان الدين-شعر ابن خميس في ديوان سماه الدر النفيس في شعر ابن خميس». (ترجمته وقصائد من شعره في: أزهار الرياض ٢:٣٠١، ونفح الطيب ٥:٣٥٩ والدرر الكامنة ٤:١١٣ والتعريف بابن خلدون ٣٩٠. وانظر: مختارات من الشعر الأندلسي:١٩٣).

<<  <   >  >>