للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللفظ (١) قد جمعت من ترامها وانقحامها (*) بين بطمة فند، وصلود زند، ونوّعت فعلي إقدامها وإحجامها إلى قاصر ومتعد (٢)، وليتني إذ جادت سحابة ذلك الخاطر الماطر الودق، وانجابت المعاني عن مزنة فكرتي (٣) بتقاضي الجواب انجياب الطرق، أيقنت أني قد سدّ علي باب القول وأرتج، وقلت هذه السالبة الكلية (٤) لا تنتج! فنبذت طاعة الداعية من تلكم الإمرة، ولم أفه إذ أعوزت الخلوة بالمرّة (٥)، لكني قلت وجد المكثر كجهد المقل، والواجب قد يقع الامتثال فيه بالأقل. فبعثت بها على علاتها، وأبلغتها عذرها في أن كنيت عن شوقها بلغاتها. وهي لم تعدم من سيدي إغضاء كريم، وإرضاء مليم (٦).

والله سبحانه يصل بالتأنيس الحبل، ويرد الألفة ويجمع الشمل.

والسّلام (٧).

وكتب إليه أيضا ذو الوزارتين محمد بن الخطيب المذكور إثر نكبة أنكبه أمير المسلمين المستعين بالله أبو سالم إبراهيم المريني، من غير ذنب فعله، أغرى به السلطان حسدا له:

تعّرفت أمرا ساءني ثم سرّني ... وفي صحّة الأيّام لا بدّ من مرض

تغمّدك المحبوب بالذات بعد ما ... جرى ضدّه والله يكفيه بالعرض


(*) التريم (كأمير) المتواضع. والبطمة الحبة الخضراء أر شجرها. والفند الغصن.
(١) في الإحاطة: رميكية اللحظ.
(٢) ساقط في الإحاطة.
(٣) في الإحاطة: وانجاب العشا عن قريحة فكرتي.
(٤) و (٥) ساقطة من الإحاطة.
(٦) في الإحاطة: ورضاء سليم.
(٧) في الإحاطة: والسلام الكريم يخص تلك السيادة ورحمة الله وبركاته، محمد بن أحمد الفشتالي

<<  <   >  >>