للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غزالا ذكره أيام غزله، وأنهضه الى عصر التصابي بدوله، فأنشد مرتجلا، وفي ذلك الغزال متغزلا!

وشادن مثل وجه البدر غرّته ... سبى فؤادي فما أبقى ولا تركا

جسمي له دارة والقلب مركزه ... فحيثما دار كانت مهجتي فلكا

له لحاظ تصيد العاشقين ولم ... تخف عقابا بما صادت ولا دركا

وثغره كوميض البرق تبصره ... يلوح من شفتيه كلّما ضحكا!

فاعجب لظبي غدا للأسد مقتنصا ... مستعملا من ظبا ألحاظه شركا

أهوى رضاه وأهوى أن يعذّبني ... فمسلكي في هواه حيثما سلكا!

وأتى يوما لدار بعض أصحابه ليستدعيه، إلى أدب يرويه، أو خبر طيب يعيه، فخرج إليه وقد اشتد نار ولوعه، وهو يؤجّجها بفض دموعه! فتعجب مما دهاه من الداهية الدّهماء، ومن النار المتأججة بالماء، فسأله عن لوعته، فأخبره بعظيم فجعته، لما أصيب بولده محمد الملقب بأبي نور؛ الذي يحسده الغصن في تمايله ويظل البدر منه غيور (١)،


(١) كذا لضرورة السجع!

<<  <   >  >>