للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثابت عامر بن محمد بن علي الهنتاتي (١) صاحب جبل هنتاتة من حوز مراكش؛ حين خرج عليه به السلطان المعتمد على الله أبو الفضل محمد بن أخي السلطان عبد العزيز هذا:

أبان في حبّه ما قال عاذله ... دمع جرى فوق صفح الخدّ هامله

فبات من وطأة التفريق ذا وجل ... يستنجد الصّبر عونا وهو خاذله

صب إذا ما بدا بالرّقمتين له ... وميض برق الحما هاجت بلابله

[١٢٥/أ]

يبكي لمنزل أنس بان آهله ... وظاعن عنه قد شطّت منازله

٥ يا حسن عصر بهم قضيته زمنا ... رقّت حواشيه إذ راقت (٢) أصائله

كأن صوب دموعي بعد بعدكم (٣) ... سيب المليك إذا وافاه سائله

عبد العزيز الذي عزّت بدولته ... صنائع الحق والتاحت دلائله

وأصبح الملك في أمن وفي دعة ... من بعد ما كان غالته غوائله

عادت بعيد عنا (٤) منه نضارته ... فعاد يافعه واشتد كاهله

كالرّوض باكره طل على ظمأ ... وجاده بعد ذاك الطلّ وابله

هو الإمام الذّي من أمّ ساحته ... جادت عليه بجدواها أنامله

ومن تخلّف جهلا عن إجابته ... سارت إليه على علم صواهله

قل للّذي عنه أقصته جرائمه ... وعقلته عن العليا معاقله


(١) من رجال الدولة المرينية، وشيخ هنتاتة من قبائل المصامدة وانظر الاستقصا للسلاوي الناصري ٤:٥٢ - ٥٤ في تفصيل خبر خروج عامر الهنتاتي ونهايته.
(٢) في الأزهار: رقت.
(٣) في الأزهار: بعدهم.
(٤) في الأزهار: بعيد لنا.

<<  <   >  >>