للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنشدني لنفسه-رحمه الله-

أردّد في ليلى فرائد فكرتي ... فيحسبني صحبي بليلى مولّعا

ولو علموا ما يقتضي بعد همّتي ... لخرّوا أمامي كلمّا لحت ركّعا

ولعت بحمراء البلاد ولم يكن ... فؤادي بحمراء الخدود ليولعا!

أراد بحمراء البلاد دار الملك بغرناطة.

وأنشدني لنفسه أيضا-رحمه الله-وكان قد بلغه عن أحد بني عمه -وهو الرئيس أبو عبد الله محمد الأبكم-كلام قبيح في جنابه فقال يفتخر:

يقولون إنيّ بالبطالة مولع ... ولست، وربّ البيت، أعرفها بتّا

ولكنّهم لمّا رأوني سدتهم ... وكان جوابي في مجالسهم صمتا

تقوّل كل في جنابي ضلّة ... وما عرفوا وصفا لذاتي ولا نعتا

وأنشدني أيضا لنفسه:

يتوق لمن يهواه قلبي صبابة ... فيمنعني عمّا أحبّ حياء

وأرسل طرفي محاسن وجهه ... فيمنعني عن قصده الرّقباء

فلاحول لي قد ضاق ذرعي والهوى ... إذ البعد عنّي واللقاء سواء

وأنشدني أيضا لنفسه، يداعب شاعره الفقيه الكاتب أبا العباس أحمد بن محمد الأنصاري الخزرجي المعروف بالدباغ عند زواجه، وكان قد تزوج امرأة مسنة:

أما العجوز فقد شغلت بكلها ... عن مدحنا والسين دون اللام

فاقصر وقصّر ما استطعت فإنها ... باب السّقام ومنتهى الآلام

(لا تكثرنّ من النكاح فإنه ... ماء الحياة يراق في الأرحام)

<<  <   >  >>