للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجيدي الشّعراء، ومن أولي الشجاعة في الأمراء، مع ما حوى من مكارم الأخلاق المرضيّة، ومن الشيم التي لم تزل من القبائح بريّه (١)

أنشدني له ابنه صاحبنا الأمير محمد في أخذه توزر:

بالمشرفيّات يحمى المجد والشّرف ... ومن صدور المعالي تقتنى الطّرف

وللفتوح رياضات مزخرفة ... لكنّها برقاق البيض تقتطف

[٢٩/أ]

وفي حياة أمير المؤمنين أبي ... يحيى أبينا سعود مالها طرف

حزنا الخلافة إرثا عن أوائلنا ... فالملك متّلد فينا ومطّرف

لا يبلغ الوصف في عليائنا أحد ... إلاّ وسؤددنا فوق الذي يصف

ناهيك من حسب ما مثله حسب ... وكيف لا وأبو حفص لنا سلف؟

تخالف النّاس إلا في مفاخرنا ... وفي المعالي ما شكّوا وما اختلفوا

حمى الشريعة منا سعي مجتهد ... فليس بالدّين لا حيف ولا جنف

فينا التّواضع والإغضاء شيمتنا ... والعفو والصّفح من أبنائنا عرفوا

ورأفة في جناب الله صالحة ... فلا ترانا لغير الحقّ ننتصف

تواضعا عظمت في النّاس هيبته ... إنّ التواضع في أنف العلى أنف

نهوى الحروف التي مجموعها نعم ... وليس في لفظنا لام ولا ألف (٢)

ما إن بنا سرف إلاّ مواهبنا ... إنّ المواهب فيها يحمد السّرف

لبأسنا يرعد الصّمصام من رهب ... يوم الوغى ووشيج الرمح ينعطف


(١) بريئة.
(٢) يتضمن البيت معنى قول الحزين الكناني (وينسب للفرزدق):
ما قال (لا) قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم

<<  <   >  >>