يا أخى يا أبا منصور! قتلوك أو متّ؟ كذا يردّدها دفعات ثم التفت إليهم وقال:
ما أراه يجيبني؟ فصفع مكانه بالنّعال، فيقال: إن خمس مائة خادم خلعوا مداساتهم وخفافهم وصفعوه بها فوقع ميتا، ولم يعهد قبله من مات هذه الموتة. وكان الناس يقولون: قتل الكافي قتل العقارب.
وأما الزعيم فما زاد على أنه بكى وقال: يرحمك الله يا أبا منصور، ما زالت بك المراقبة حتى قتلتك. وحكى الزعيم للناس في تلك الساعة قال: هذا أخى من أمى وأبى ونحن مشايخ والله ما رأيت قدمه مكشوفة إلى ساعتي هذه. وحمله وواراه ودفنه في تربته المعروفة به في شارع قراح بن رزين «٦٣٥» .
واستوزر الخليفة السديد أبا المعالي «٦٣٦» العارض لجيش السلطان ملك شاه ولقّبه «عضد الدين» ولم يكن له أمر وإنما كان يدبّر الأمور ولىّ الدولة أبو المعالي «٦٣٧» ابن المطّلب، صاحب ديوان الزمام.
وفي سنة ثمان وثمانين وأربع مائة عزل المستظهر السديد أبا المعالي «٦٣٧» ، ابن المطّلب، صاحب ديوان الزمام.
وفي سنة ثمان وثمانين وأربع مائة عزل المستظهر السديد أبا المعالي واستوزر الزعيم أبا القاسم عليّ «٦٣٨» بن فخر الدولة ولقّبه «قوام الدين» .
وفي سنة إحدى وخمس مائة استوزر السلطان محمد «٦٣٩» بن ملك شاه أحمد «٦٤٠» بن نظام الملك ولقّبه «قوام الدين» وهو لقب أبيه- رحمه الله- فنقل الخليفة لقب وزيره الزعيم من قوام الدين إلى «مجير الدين» .
وفي هذه السنة قتل سيف الدولة أبو الحسن صدقة «٦٤١»[بن]«٦٤٢» بهاء الدولة أبى كامل منصور وحمل [١٠٤ ب] رأسه إلى بغداد وطيف به في الأسواق وأخذ ابنه دبيس أسيرا واختفى منصور ابنه الآخر وهرب بدران ابنه الأكبر إلى مصر.
وفي سنة خمس وخمس مائة عزل أحمد بن نظام الملك عن الوزارة ورتّب الخطير محمد بن أحمد مكانه.
وفي سنة سبع وخمس مائة مات الزعيم بن جهير واستوزر الخليفة ولد الوزير أبى شجاع، ربيب الدولة المعروف بالقيراطى ولقّبه «نظام الدين»«٦٤٣» .