هو أبو جعفر، عبد الله بن القادر [باللَّه] بويع له في اليوم الثاني من وفاة القادر وأخذ البيعة على الناس المرتضى أبو القاسم الموسوي أخو الرضى، ونظام الحضرتين أبو الحسن الزينبي «٥٥٦» نقيب النّقباء، وقاضى القضاة الحسين «٥٥٧» بن عليّ بن ماكولا، وحضر الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر وبايع «٥٥٨» .
ووصل الخبر إلى بغداد بموت الظاهر لإعزاز دين الله بمصر في سنة سبع وعشرين وأربع مائة وتولّى بعده [ولده] أبو تميم معدّ وتلقّب بالمستنصر باللَّه «٥٥٩» .
وفي سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة انتشر التركمان في بلاد الإسلام، وكان [٩٣ أ] الناس يسمّونهم الغز. وجاء طغرلبك إلى الرىّ وملك الجبال وطبرستان وحاصر أصفهان وأخذها من قرامرز بن رستم الديلميّ وأعطاه يزد عوضها «٥٦٠» .
وكان قد جلس في ملك غزنة مكان مسعود بن محمود [ابنه] مودود بن مسعود «٥٦١» ...... وفي هذه السنة، وصل الخبر إلى العراق بوفاته واستيلاء جغري بك على جميع بلاد خراسان.
ثم إن الأمور ببغداد اختلّت وصار كل جندي فيها رأسا بنفسه وانقطعت موارد الأموال باستيلاء الخوارج على أكثر بلاد الإسلام. وتقدم بحضرة الخليفة ببغداد أبو الحارث أرسلان البساسيري وصار أمير الأمراء. وجرت بينه وبين الوزير رئيس الرؤساء، أبى القاسم عليّ «٥٦٢» بن الحسين بن المسلمة منافسة على الأمور وصارا عدوّين.
وكان رئيس الرؤساء صدرا يملأ العين منظرا وفضلا وبراعة وسياسة وعقلا وتدبيرا، وحين استشعر رئيس الرؤساء من البساسيري راسل التركمان السلجوقية وكتب كتابا إلى أبى طالب بن ميكائيل يخاطبه فيه بالأمير الجليل ركن الدولة، ويحسّن له دخول الحضرة، وفر البساسيري بذلك فاستشعر ومرّ هاربا إلى الشام