هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهذا هو المتفق عليه، وما بعد عدنان فقد اختلفت الروايات فيه فقال الأكثرون: عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن يشجب بن نبت بن سلامان بن حمل بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر بن ناحور ابن أشوع بن [ارغو] بن فالخ بن عابر بن شالخ، وهو هود- عليه السلام- بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن مالك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس- عليه السلام- ابن يزد بن مهليل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم- عليه السلام- وكان النبي- صلّى الله عليه وسلم- لا يتجاوز عدنان، ويقول: كذب النسّابون بعده.
[مولده، صلوات الله وسلامه عليه:]
ولد عام الفيل، يوم الاثنين لثمان خلون من شهر [٢ أ] ربيع الأول، وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، وتزوج آمنة عبد الله بن عبد المطلب فحملت برسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يوم الاثنين ومات أبوه وله ثلاث سنين، وكان في حجر جدّه عبد المطلب وأرضعته امرأة من بنى سعد يقال لها حليمة، وبقي عندها في حيّها إلى أن شبّ وسعى فمضى جده عبد المطلب وأخذه منها وردّه إلى مكة.
ولما قرب من مكة ضاع منه فتطلبه فوجده تحت شجرة ساجدا نحو الكعبة. فلما أبصره على تلك الحال قال: سيكون لهذا الطفل شأن، ثم أخذه من هناك وردّه إلى أمه، ولما أتت عليه ست سنين ماتت أمه، ولما أتت عليه ثمان سنين وشهران [و] عشرة أيام توفى جده عبد المطلب فرباه عمّه أبو طالب وكان أخا عبد الله لأبويه، وكان يعرف- صلّى الله عليه وسلم- بين العرب بيتيم أبى طالب. وكان أبو طالب به رفيقا ولذلك وعد الله تعالى بتخفيف العذاب عن أبى طالب وعن حاتم الطائي، ذاك لبرّه برسول الله