هو أبو العباس، عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس. بويع له في سنة اثنتين وثلاثين ومائة في جمادى الآخرة وتوفى في أول ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة. وكان وزيره أبو سلمة الخلال، وقائد جيشه أبو مسلم، وكان على شرطته عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي، وعلى قضائه عبد الرحمن بن أبى ليلى، وحاجبه أبو غسّان، صالح بن الهيثم. وأبو سلمة الخلال قتل في أيامه. وإنما أبو مسلم دسّ عليه من قتله لأنه جرى بينه وبين أبى مسلم ملاحاة في أمر من الأمور فقال له أبو مسلم: هذه الدولة أنا أظهرتها فإن لزمت معى ما يلزمه التابع للمتبوع وإلا أعدتها فاطمية «٦٧» . ثم ندم أبو مسلم على ما بدر منه وخاف أن يوصله أبو سلمة إلى سمع السفاح. وكان أبو سلمة يسمر عند السفاح إلى هزيع من الليل فأوقف له أبو مسلم جماعة تحت ساباط وبأيديهم السيوف فلما عبر هناك قطعوه إربا وفيه يقول القائل:
إن الوزير وزير آل محمد ... أودى فمن يشناك كان وزيرا
ولما مات السفاح صلى عليه عمه عيسى بن عليّ ودفن بالموضع الّذي مات فيه بالأنبار وسنّه أربع وثلاثون سنة. وكان آخر ما [١٣ ب] تكلم به: «إليك يا رب لا إلى النار» .