السهم إلى النزعة ورجع الحق إلى مستقره، إلى أهل بيت نبيكم وورثته أهل الرأفة والرحمة. ثم قام أهل خراسان واحدا واحدا وأهل الكوفة بجملتهم وكل من كان مجاورا للكوفة من البوادي لمبايعة أبى العباس. فيقال إنه وضع يده في يد أربع مائة ألف إنسان. ثم في أثناء ذلك قام أعرابى «٦٥» فأنشد:
دونكموها يا بنى هاشم ... فجدّدوا من آيها الطامسا
دونكموها فالبسوا تاجها ... لا تعدموا منكم لها لابسا
لو خيّر المنبر فرسانه ... ما اختار إلا منكم فارسا
والملك لو شوور في ساسة ... ما اختار إلا منكم سائسا
ونزل أبو العباس من المنبر وخرج من الجامع إلى المضارب السود التي حملها أبو مسلم من خراسان برسمه وعسكروا بباب الكوفة ثم اشتوروا في قصد الشام وأشار أبو مسلم أن الإمام لا يقصد الشام بنفسه بل ينفذ العسكر ويقيم بموضعه إلى إن يقيّض الله الفتح على أيدي أوليائه. وكان الرأى ما أشار به. ثم اشتوروا فيمن يكون مقدما على الجيش فقال أبو العباس «٦٦» : من لها فداه أبى وأمى؟ فقال عمه عبد الله ابن عليّ: أنا لها يا أمير المؤمنين. فشكره على ذلك، واستحسن الجماعة ذلك منه.
وسار عبد الله بن عليّ في سبعين ألف [١٣ أ] فارس وراجل ولقي مروان على الزاب وكان من الأمر ما قدمنا ذكره. ثم إن أبا العباس بقي في الخلافة أربع سنين وستة أشهر.