للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمير المؤمنين المسترشد باللَّه

هو أبو منصور، الفضل بن المستظهر باللَّه فحل بنى العباس ونجيبهم وفاضلهم وكاتبهم وأشجعهم. بويع له بعد موت المستظهر- رحمه الله- بثلاثة أيام وذلك بعد الفراغ من العزاء على الرسم والعادة. وكانت بيعته في صبيحة يوم الخميس السادس والعشرين من ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وخمس مائة. وتولّى أخذ البيعة على الناس القاضي الأكمل ذو الحسبين أبو القاسم عليّ «٦٥١» بن نور الهدى أبى طالب الزينبي وشرف الدين نقيب النّقباء ذو الفخرين أبو القاسم عليّ بن أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي. وقرّر أمر الوزارة على ربيب الدولة نظام الدين وكان بأصفهان وابنه ينوب عنه ببغداد ولقبه «عضد الدين شمس الدولة» .

وكان مولد المسترشد باللَّه في يوم الاثنين سابع شعبان سنة ست وثمانين وأربع مائة في حياة المقتدى [١٠٦ أ] جده.

ثم لما وصل الخبر إلى بغداد بموت الوزير الربيب نظام الدين بأصفهان استوزر الخليفة عميد الدولة أبا عليّ بن صدقة «٦٥٢» ولقّبه «جلال الدين صدر الوزراء، صفيّ أمير المؤمنين» . وكان كاتبا بليغا فصيحا كريما كافيا يملأ العين والقلب. وكان له رواء ومنظر وسكينة وكان حسن التدبير للأمور محبّا لأهل العلم كثير الميل إلى أرباب الصلاح والدين.

وفي أول وزارته مات قاضى القضاة عماد الدين أبو الحسن عليّ «٦٥٣» بن محمد الدامغانيّ فرتّب الخليفة في منصبه الأكمل «٦٥٤» ابن نور الهدى ولقّبه «فخر الدين» وجعله قاضى القضاة شرقا وغربا وقبض على أبى طاهر بن الخرزي صاحب المخزن وصادره ثم أطلقه وأعاده إلى شغله ثم افتقدوه من داره وأصبح والناس يتطلّبونه فما عرف له خبر إلى الآن. ويقال: إنهم اغتالوه بحيلة تمّت عليه والله أعلم بجليّة الحال.

ورتّب في مكانه القاضي فخر القضاة ابن السيبي «٦٥٥» ولقّب ب «خالصة الدولة»

<<  <   >  >>