للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمير المؤمنين الراضي باللَّه «٤٥٤»

هو أبو العباس، محمد بن المقتدر باللَّه، بويع له في يوم الأربعاء لست خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة. وأمه جارية اسمها «ظلوم» .

واستحضر عليّ بن عيسى بن الجرّاح وندبه للوزارة فاعتذر بكبر سنّه، ورغب ابن مقلة في الوزارة وبذل خمس مائة ألف دينار فخلع عليه وقلّد الوزارة.

ونفذ الراضي باللَّه محمد بن ياقوت لمحاربة هارون بن غريب الخال فخرج لمحاربته وهزمه وقتله وجاء برأسه إلى الراضي فخلع عليه وطوّقه وسوّره «٤٥٥» .

وولى الراضي أبا بكر محمد بن رائق إمارة الأمراء ببغداد واستولى على الدولة وتغيّر الوزير ابن مقلة له وصار خصمه.

وفي سنة أربع وعشرين [وثلاث مائة] صلّى الراضي باللَّه بالناس [٧٨ ب] في الجامع بدار الخلافة وخطب.

قال أبو بكر الصولي «٤٥٦» : وكان مؤدّب الراضي، لما فرغ من الخطبة وانقضت الصلاة وعدت إلى بيتي جاءتني رقعة بخطه وإذا فيها: «يا محمد بن يحيى وقع عليك طرفي وأنا أخطب وأنت إلى جانب إسحاق بن المعتمد «٤٥٧» قريب منى غير بعيد عنى فعرّفني على تحرّى الصدق واتباع الحق كيف ما سمعت وهل تهجّن الكلام بزيادة فيه أو اختل بنقص منه أو وقع زلل في لفظه أو إحالة في معناه جاريا في ذلك على عادتك في حال الإمرة غير مقصّر عنها للخلافة والسلام» ، فكتبت إليه رقعة أذكر فيها:

«إنني ما أحسن وصف ذلك إلا ببيت حسان بن ثابت في جدك عبد الله بن العباس- صلى الله عليه وعلى سلالته الطيبة الطاهرة- فإنه قال فيه:

إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بمنتظمات لا ترى بينهما فصلا» «٤٥٨»

وفي سنة خمس وعشرين [وثلاث مائة] قبض الراضي على عليّ بن مقلة لأنه اتهمه بأنه كاتب بجكم «٤٥٩» التركي بقصد الحضرة واستيلائه على أمر الخلافة معاندة لابن رائق، وظفروا بكتاب بخطه إلى مرداويج «٤٦٠» الديلميّ الخارجي يحسّن له قصد

<<  <   >  >>