للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أمير المؤمنين الهادي]

هو موسى بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور. توفى المهدي وهو بجرجان يحارب أهل طبرستان، فنفذ إليه أخوه هارون برأي يحيى بن خالد بنصير الوصيف ومعه الخاتم والقضيب والبردة بالتعزية والتهنئة «١١٦» . فوصل إلى جرجان في ثمانية أيام.

وكان وصول موسى الهادي إلى بغداد بعد ثلاثة وعشرين يوما، وذلك في صفر من سنة تسع وستين ومائة. وكان يوم بويع له بالخلافة بجرجان يوم الخميس لثمان من المحرم من هذه السنة. وحين وصل إلى بغداد وجلس على سرير الخلافة وبايعه أخوه وأهله وبنو هاشم كلهم وأهل الحل والعقد أخذ يتعنّت أخاه هارون ويسومه خلع نفسه من العهد ليولى ابنه وكان له ابن صغير سماه «الناطق بالحق» وهمّ بقتل هارون إلا أنه منع من ذلك، وقيل له «١١٧» : تقتل أخاك وابنك بعد لم يبلغ فإن حدث بابنك حادث ذهب الأمر من ولد أبيك. واستشعر هارون منه فما كان يأتيه ولا يسلّم عليه، ثم دخل الأولياء بينهما واصطلحا صلحا على دخل. وقد كان المهدي في حياته ولّى هارون المغرب كله من الأنبار إلى إفريقية. وأمر المهدي يحيى بن خالد بن برمك أن يتولى ذلك له ويخلفه عليه وكان موسى الهادي [٢١ أ] يتعنّت يحيى بن خالد وينسب ما يجرى من هارون من امتناعه عن خلع نفسه عن الخلافة إلى يحيى وكان يحيى مستشعرا منه جدا. وكانت أمه الخيزران مستشعرة منه لأنه نفذ لها أرزا مسموما «١١٨» وفطنت له ولم تأكل منه وعلم أنها قد علمت بذلك فتمكّنت الوحشة واتفقت آراء الجماعة على الفتك به فسمّوه «١١٩» في ليلة النصف من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ونفذت «١٢٠» الخيزران حال وفاته إلى يحيى بن خالد تقول: أحضر ابني هارون إلى قصر الخلد، فأحضره في الحال. وكان بيت هارون في الجانب الشرقي، فبينا هو على الجسر لحقه خادم يخبره بولادة المأمون.

فيقال «١٢١» : إنها ليلة مات فيها خليفة وجلس خليفة وولد خليفة. فكانت خلافة موسى الهادي سنة وشهرا وثلاثة عشر يوما ودفن بعيساباذ وصلى عليه أخوه

<<  <   >  >>