للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طاهر الخياطى الخوارزمي المحتسب. قال عنه ابن الفوطي: «كان جلدا معتبرا لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان عارفا بالفقه والحديث، عالما بأمور الناس، كان يحفظ كثيرا من كلام السلف» [١] . وقال عنه الذهبي: «ومن الخياطة شيخ الإسلام علاء الدين سديد بن محمد الخياطى الخوارزمي، سمع من فخر المشايخ على بن محمد العمراني» [٢] .

من كل هذا يتوضح لدينا ما يأتى:

(١) إن العمراني السرخسي كان يمت بصلة القرابة للسمعاني، وأنه كان رئيسا لسرخس، وأنه توفى بعد سنة ٥٤٥ هـ لأن السلطان تغير رأيه عليه فحبس ثم قتل.

(٢) إن العمراني الخوارزمي كان فقيها عالما أديبا مفسرا، حنفيا معتزليا يؤخذ عنه العلم وتوفى في حدود سنة ٥٦٠ هـ.

فهل نحن أمام شخصيتين مختلفتين تماما وإن تشابهتا في الاسم واسم الأب والجد واختلفتا في النسبة؟ وهل لهاتين الشخصيتين أية علاقة بمؤرخنا المنسي؟

ذكر السمعاني وبعده ابن الأثير أن العمراني السرخسي كان ينعت ب «الرئيس» فلعله كان رئيسا لسرخس في عصر السلطان سنجر بن ملك شاه الّذي انتهى حكمه عمليا في سنة ٥٤٨ هـ على أيدي الغز من التركمان [٣] ولعل السلطان تغير رأيه على العمراني السرخسي فحبسه ثم قتله قبل سنة ٥٤٨ هـ ومن ثم فإن السلطان سنجر نفسه توفى سنة ٥٥٢ هـ كمدا وغما على ذهاب ملكه، والفرق كبير بين سنة ٥٤٥ هـ وسنة ٥٦٠ هـ.

لقد وصف كثير من المؤرخين الفترة التي رافقت هزيمة سنجر ووقوعه أسيرا بأيدي الغز وما تلاها من الأحداث، فقال ابن كثير: «واستحوذ أولئك الأتراك على البلاد ونهبوها وتركوها قاعا صفصفا وأفسدوا في الأرض فسادا عريضا وأقاموا


[١] مجمع الآداب ترجمة أرقامها: ١٥٠٧.
[٢] المشتبه ١٧٦، وأعاد ابن حجر ما قاله الذهبي في تبصير المنتبه ٢/ ٥١٨.
[٣] زبدة النصرة ١٧٦، البداية والنهاية ١٢/ ٢٣١، ٢٣٧.

<<  <   >  >>