للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الأول]

يعتبر كتاب (الجامع) لأبي عيسى أهمَّ كتابٍ في بيان الحديث الغريب وأوسعها في ذلك، فلا يكاد يوجد كتاب بين أيدينا اليوم يضاهيه، وإن كان قد سبق أبا عيسى أئمة أكثروا من بيان ذلك في مصنفاتهم؛ كعليِّ بن المديني، ويعقوب بن شيبة، ولكن لم يصلنا منها إلا النزر اليسير.

ويستعمل أبو عيسى هذا المصطلح في (كتابه) على وجوهٍ متنوِّعة؛ فيقول: صحيح غريب، عريب صحيح، حسن صحيح غريب، حسن غريب صحيح، صحيح حسن غريب، غريب صحيح حسن، حسن غريب، غريب حسن.

كما أنه في كثير من الأحيان يبيّن نوع الغرابة؛ هل هي مطلقة؟ كقوله: (لم يروه إلا فلان)، أم هي نسبية؟؛ كقوله: (غريب من هذا الوجه).

كما أنه يشير في بعض الأحيان إلى غرابة المتن.

وكتابه (العلل الصغير) أهم الكتب في بيان أنواع الغرابة وأقسامها من جهة التنظير، فهناك بسَطَها المصنِّف مقسَّمة إلى أربعة أقسام، ومثَّل لكل قسم منها، وما وقفت على كتاب قبله أفاضَ صاحبه في بيان هذا النوع كما فعل أبو عيسى (١)، ولعل الغرابة أهم المسائل التي بيّنها في هذا الجزء، والذي تذكره كتب المصطلح بعض مما ذكره.

ويكاد يكون أبو عيسى متفردا في بيانه لهذا النوع من أنواع علم الحديث.

* * *


(١) تكلم أبو الفضل بن طاهر عن الغريب، وذكر أنه خمسة أنواع، وذلك في مقدمة (أطراف الغرائب والأفراد) (١/ ٢٩)، وقد تكلمت على هذا في موضع آخر، ولكنَّ ابن طاهر متأخر، فقد توفي لسنة (٥٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>