للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل السادس في ورعه في الجرح والتعديل]

مما تميز به الترمذي ورعُه في باب الجرح واقتصاده في ذلك، والدليل على ذلك كلامه في هذا الباب كما سوف يأتي، ومن أجل ذلك ظن بعض الناس أنه متساهل في هذا الباب، وهذا ليس في نقد الرواة فقط وإنما أيضا في حكمه على الأحاديث، وسيأتي بإذن الله الجواب عن ذلك.

فتجد أنه إذا تكلم في راوٍ كثيرا ما ينص على أن هذا الكلام في حفظه وحسبُ، وليس في دينه وعدالته، فلا يطلق الضعف إلا ويقيده غالبا، ومن الأمثلة على ذلك:

١ - عبد الله بن محمد بن عقيل، قال عنه: (هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه) (١).

٢ - عبد الله بن عمر العمري، قال عنه: (يضعف من قبل حفظه) (٢)، وقال في موضع آخر: (ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه في الحديث) (٣).

٣ - إسماعيل بن مسلم المكي، قال عنه: (يضعف في الحديث من قبل حفظه) (٤)، وقال في موضع آخر: (قد تكلموا فيه من قبل حفظه) (٥).

قلت: مع أن كلام الحفاظ في إسماعيل شديد، فبعضهم قال: منكر


(١) "الجامع" (١/ ٢٧٥).
(٢) "الجامع" (٣/ ١٣٧).
(٣) "الجامع" (١/ ٣٤٦).
(٤) "الجامع" (٢/ ٥١٨).
(٥) "الجامع" (٢/ ١٨٦)، وزيادة: (من قبل حفظه) في بعض النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>