للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث عشر التعليق على كلام أبي عيسى في "العلل الصغير" حول الغريب]

قال أبو عيسى: (وما ذكرنا في هذا الكتاب: "حديث غريب"، فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعانٍ: ربَّ حديث يكون غريبًا، لا يروى إلا من وجه واحد) (١).

قلت: وهذا ما يسمى بـ "الغريب المطلق"، وقد ذكر أبو عيسى مثالين، وذهب أبو الفرج بن رجب إلى أن هذين المثالين لقسمين، فقال: (ذكر الترمذي أن الغريب عند أهل الحديث يطلق بمعان:

أحدهما: أن يكون الحديث لا يروى إلا من وجه واحد، ثم مثلّه بمثالين، وهما في الحقيقة نوعان:

أحدهما: أن يكون ذلك الإسناد لا يروى به إلا ذلك الحديث أيضًا، وهذا مثل حديث حماد بن سلمة، عن أبي العُشَراء الدارمي، عن أبيه، عن النبي في الذكاة.

فهذا حديث غريب، لا يعرف إلا من حديث حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، ثم اشتهر عن حماد، ورواه عنه خلق، فهو في أصل إسناده غريب، ثم صار مشهورًا عن حماد.

قال الترمذي: ولا يعرف لأبي العُشَراء عن أبيه غير هذا الحديث).


(١) "العلل الصغير" (ص: ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>