للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثامن: -أنه يتوقف- أحيانا- في تصحيح الحديث من أجل غرابته، مع أنها في بعض الأحيان غرابة لا تضر - وهذا ليس دائمًا كما سيأتي -، وفي أحيان أخرى يعلل الخبر بها، وفي أحيان كثيرة يصححها إذا استوفت شروطَ قبولِ الخبر الغريب.

[ومن أمثلة الأحاديث التي توقف في تصحيحها من أجل الغرابة، ما يأتي]

١ - قال أبو عيسى في باب ما جاء في مؤاكلة الحائض وسؤرها:

(حدثنا عباس العنبري ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام ابن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد، قال: سألت النبي عن مواكلة الحائض؟ فقال: "واكِلْها".

وفي الباب عن عائشة، وأنس.

قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن سعد حديث حسن غريب) (١).

قلت: إسناد هذا الحديث قوي، ورجاله ثقات، وقد توبع معاوية بن صالح، تابعه الهيثم بن حميد كما عند أبي داود (٢) وغيره، وسكت عنه أبو داود، وهذا مما يدل على قوته عنده، بل قد صححه ابن خزيمة (٣)، وخرجه ابن الجارود (٤)، ولعل السبب في توقف المصنف في تصحيحه هو حكمه عليه بالغرابة.

وأما الاختلاف في حرام بن حكيم - أو حرام بن معاوية كما وقع في


(١) (١/ ٣٥٩ - ٣٦٠).
(٢) "السنن" (٢١٢).
(٣) (١٢٠٢)، دون ذكر الحائض، ومواكلتها.
(٤) "المنتقى" (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>