للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو، وهو ابن أخي أبي الأحوص صاحب عبد الله بن مسعود) (١).

* * *

[ثانيا: ما يتعلق بالناحية الفقهية وتفننه في ذلك]

ويتبين في الأمور الآتية:

أولا: اهتمامه بفقه السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم.

ثانيا: نقله لإجماعهم إذا أجمعوا، ولاختلافهم إذا اختلفوا، حتى أنك قد لا تجد أقوال بعض الأئمة في غير كتاب أبي عيسى، وبذلك كان كتابه من أهم المصادر في ذلك، وبهذا أصبح أيضًا من أقدم من ينقل الإجماع، وخاصة إجماع الصحابة، فلا يخفى أنه قبل ابن جرير، وابن المنذر، وابن حزم، وابن عبدالبر، وغيرهم ممن عرفوا بنقل الإجماع.

ثالثا: بيانه لما عليه العملى وما ليلى عليه العمل.

رابعا: أن ما تقدم ذكره هو ما اطلع عليه أبو عيسى من أقوالهم ثم لخصه لنا بما بثه في كتابه، وأعني بذلك أنه لم يسق الأسانيد إليهم، وإنما يسوق أقوالهم مجردة على وجه التفصيل أو الإجمال مبينا أقوالهم واختلافهم، وذلك لأنه صنع كتابه "الجامع" على وجه الاختصار، فهو ليس مثل عبد الرزاق أو سعيد بن منصمور أو ابن أبي شيبة في نقلهم لأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم بالإسناد إليهم مبينا فيها ألفاظهم، لأنه قد فعل ذلك في كتاب آخر كما قال في كتابه "العلل الصغير": (وقد بينا هذا على وجهه في الكتاب الذى فيه الموقوف).

ومن الاختصار والتلخيص الذي فعله في كتابه "الجامع" أيضًا أن


(١) "الجامع" (٤/ ٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>