للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمثلة على هذا كثيرة.

تنبيه: تفرّدُ الصحابي لا يؤثر في صحة الحديث، ولكن المعنى الذي يرويه جمع من الصحابة يكون أصح، وهذا هو الغالب على ما روي عن رسول الله .

[ثانيا: التفرد في طبقة التابعين.]

قد يقع التفرد في طبقة كبار التابعين، ومثاله: ما روى إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر الصديق أنه قال: أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ … الحديث (١).

وقد اختُلف على إسماعيل في رفعه ووقفه، وتابعه على الوقف: بَيان بن بِشْر وطارق بن عبد الرحمن والحكم بن عتيبة، وغيرهم (٢).

والذي يظهر أن قيسًا تفرّد به، وقيس من كبار التابعين، وهو مخضرم.

ومثال التفرد في الطبقة الوسطى من التابعين، ما رواه أبو إسحاق السبيعي، عن البراء، عن أبي بكر في قصة الهجرة (٣)، فإنه رواه جمع عن أبي إسحاق؛ كإسرائيل وزهير، والظاهر أنه تفرد به، فلا نعرف أنه توبع عليه.

ومثال التفرد في طبقة صغار التابعين، ما رواه يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر أنه قال لرسول الله : علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما


(١) أخرجه الترمذي (٢٣٢٠).
(٢) "العلل" لابن أبي حاتم (٥/ ٣٤)، "العلل" للدارقطني (١/ ٥٨).
(٣) أخرجه البخاري (٣٦٥٢)، ومسلم (٢٠٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>