للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: لم يحسنه لنكارة متنه، فقد بين المؤلف أن هذا المتن لا يعرف مرفوعًا، وقد ثبت موقوفًا عن ابن عمر.

وسوف يأتي الكلام على هذا الحديث.

مع ملاحظة أن كل غرابة في المتن يلزم منها غرابة في الإسناد، لا العكس.

[ثالثا: قوله: (ويروى من غير وجه نحو ذاك).]

قال ابن رجب: (يعني: أن يروى معنى ذلك الحديث من وجوه أُخر عن النبي بغير ذلك الإسناد).

وقال أيضا: (المعتبر أن يروى معناه من غير وجه، لا نفس لفظه) (١).

وهل يدخل المنقطع في الحسن عند الترمذي؟

نعم يدخل، كما سوف يأتي بإذن الله تعالى.

وسوف يأتي بإذن الله مِن أنواع "الحسن" عند أبي عيسى، ومِن ضرب الأمثلة على ذلك؛ ما فيه تجليه لكلامه، وتوضيح لمقصوده ومرامه.

وهذا كله يتبين بدراسة الأحاديث التي حسنها أبو عيسى، فإن هذا المسلك أحسن الطرق في معرفة مقصود الترمذي من هذا المصطلح وغيره من المصطلحات، ولا يخفى أن مصطلحات الترمذي قد أشكلت على كثير من أهل العلم قديما وحديثا، وخاصة "الحسن"، والكثير منهم ممن تكلم في ذلك لم يسلك هذه الطريق، فلم يدرس تصرفات الترمذي من الناحية العملية، وإنما اكتفى بالجانب النظري، ولذا كان في كلامه نظر.

* * *


(١) "شرح علل الترمذي" (١/ ٣٨٤ - ٣٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>