حفص الأيلي، حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن مغيرة، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﵌: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
لم يروه عن سليمان التيمي إلا معتمر، تفرد به إسماعيل بن حفص، ولا كتبناه إلا عن أبي يحيى السَّاجِي) (١).
والأمثلة على هذا كثيرة، وللاستزادة ينظر:"المعجم الصغير" للطبراني.
يلاحظ على ما تقدم ما يلي:
أولا: اعتناء الأئمة البالغُ بالحديث الغريب ومن تفرد به، فما وجد حديثٌ غريب أو راوٍ تفرد بحديث إلا ونبهوا إلى ذلك.
ثانيا: أُلفت بعض الكتب خصّيصا لبيان ذلك؛ كـ"مسند البزار"، ومعجمي الطبراني "الأوسط" و"الصغير"، و"أفراد الدارقطني". ومن ذلك بعض كتب التراجم التي يصنعها الحفاظ النقاد؛ كـ"تذكرة الحفاظ" للذهبي.
ثالثا: لكون التفرد مظنة الخطأ، قلَّ تفرُّد الحفاظ، مع أن الظن بالحافظ المكثر أن يتفرد أكثر من غيره، ولكن الواقع بخلاف ذلك.
فهذا أحمد، وابن معين، وابن المديني، قلَّ أن ينفرد أحدهم بحديث، مع أنّ كل واحد منهم قد روى مئات الآلاف من الأحاديث والأخبار، رغم ذلك لا يوجد لهم ما انفردوا به إلا الشيء اليسير، الخبران أو الثلاثة.
وقد قمتُ بمراجعة الكتب المعنية بهذا الأمر؛ كـ"مسند البزار"