للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: بلى. فأخرج لي كتابا: "هذا ما اشترى العَدَّاء بن خالد بن هَوْذَة من محمد رسول الله ، اشترى منه عبدا أو أمة، لا دَاءَ ولا غَائِلَةَ ولا خِبْثَةَ، بَيْعَ المسلمِ المسلمَ".

هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن ليث، وقد روى عنه هذا الحديث غير واحد من أهل الحديث) (١).

النوع الثاني من أنواع الغرابة في الإسناد: الغريب النسبي.

قال أبو عيسى : (حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا سلمة بن الفَضْل، عن محمد بن إسحاق، عن حميد، عن أنس، أن النبي كان يتوضأ لكل صلاة، طاهرا أو غير طاهر. قال: قلت لأنس: فكيف كنتم تصنعون أنتم؟ قال: كنا نتوضأ وضوءا واحدا.

قال أبو عيسى: حديث أنس غريب، والمشهور عند أهل الحديث حديث عمرو بن عامر، عن أنس) (٢).

قلت: أنا أذهب إلى ما ذهب إليه أبو عيسى من كونه غريبا، ولعل ابن إسحاق تفرد به، والمشهور - كما ذكر أبو عيسى - هو حديث عمرو بن عامر عن أنس، وقد أخرجه أبو عيسى بعد ذلك (٣)، وقال عنه: (حسن صحيح)، وفي نسخة: (هذا حديث صحيح)، وهكذا في "تحفة الأشراف" (٤)، وهذا هو الأقرب لمنهج أبي عيسى في مثل ذلك، وكأنه يريد تأكيد صحة هذا الحديث من هذا الوجه وهو طريق عمرو بن عامر، وأن هذا الوجه هو


(١) (١٢٦٧).
(٢) "جامع الترمذي" (٥٩)، والمثبت من "تحفة الأشراف" (٧٤٠)، وفي طبعتي التأصيل والرسالة (٥٨): (حسن غريب)، والأصح ما في "التحفة".
(٣) (٦٠).
(٤) (١١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>