للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها كتب الفوائد، والأجزاء الحديثية، وغرائب راو معين؛ كـ "غرائب مالك" لابن المظفّر وغيرها.

ويلحق بها كتب التراجم، ومن أخصها الكتب التي عنيت بالضعفاء؛ كـ "الضعفاء" للعقيلي و"الكامل" لابن عدي، فمصنّفاهما استفادا كثيرًا من كتاب "التاريخ الكبير" للبخاري، وخاصة العقيلي، فإنه قد يشرح أحيانًا كلام البخاري.

ومنها كذلك كتاب "المجروحين" لابن حبان، فربما ذكر بعض ما أنكر على الراوي، وبعض أفراده.

وكذلك فعل الذهبي في الرواة المشاهير في "تذكرته".

وهذا كَثُر عند المتأخرين - يعني من كان في طبقة الإمام أحمد ونحوها -، قال الإمام أحمد: (إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون: هذا حديث غريب، أو فائدة، فاعلم أنه خطأ) (١).

قال أبو بكر الخطيب - ذامًّا ما حصل من بعض محدثي زمانه من الاهتمام بالأحاديث الغريبة والمنكرة دون المشهورة -: (وأكثر طالبي الحديث في هذا الزمان، يغلب على إرادتهم كَتْب الغريب دون المشهور، وسماع المنكر دون المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء، حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبًا، والثابت مصدوفًا عنه مُطَّرَحًا، وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم، ونقصان علمهم بالتمييز وزهدهم في تعلمه، وهذا خلاف ما كان عليه الأئمةُ من المحدثين والأعلامُ من أسلافنا الماضين الماضون) (٢).


(١) تقدم.
(٢) "الكفاية" (١/ ٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>