للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال إبراهيم: مثل أذاننا. قال بشر: فقلت له: أعد علي، فوصف الأذان بالترجيع.

قال أبو عيسى: حديث أبي محذورة في الأذان حديث صحيح، وقد روي عنه من غير وجه) (١).

قلت: إبراهيم بن عبد العزيز ليس بالمشهور، ولا يعرف له سوى هذا الحديث، حتى إن ابن حبان عندما ذكره في "الثقات" قال: (يخطئ) (٢)، وذكره أبو العرب في جملة الضعفاء (٣)، وقال الأزدي: (إبراهيم بن أبي محذوة وإخوته يضعفون) (٤). قال ابن حجر: (نُقل عن ابن معين تضعيفه) (٥).

وقد وقع في إسناد هذا الحديث اختلاف: قال ابن خزيمة -بعد أن رواه في "صحيحه" (٦) عن بشر بن معاذ بهذا الإسناد-: (عبد العزيز لم يسمع هذا الخبر من أبي محذورة، إنما رواه عن عبد اللّه بن مُحيريز، عن أبي محذورة). ثم رواه من طريق ابن جريج، عن عبد العزيز، أن عبد اللّه بن محيريز أخبره، عن أبي محذورة.

قال ابن حجر: (فعلى هذا يكون إبراهيم بن عبد العزيز أدرج حديث أبيه على حديث جده، وأسقط شيخ أبيه، واللّه أعلم) (٧).

قلت: فكأن أبا عيسى يريد بهذا التصحيح تأكيد ثبوت هذا الخبر، ولذا قال بعده: (وقد روي عنه من غير وجه)، ثم ساقه من طريق عامر


(١) "جامع الترمذي" (١٩١).
(٢) (٦/ ٧).
(٣) ينظر: "إكمال التهذيب" لمغلطاي (١/ ٢٤٧).
(٤) ينظر: "تهذيب التهذيب" (١/ ٧٥).
(٥) المرجع السابق.
(٦) "صحيح ابن خزيمة" (١/ ٤٦٦).
(٧) "تهذيب التهذيب" (٢/ ٥٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>