للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعت أبا بكر محمد بن أبان، يقول: سمعت وكيعا، يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور).

قلت: هذا إسناد صحيح جدا، وقد خرجه الشيخان من حديث الأعمش به (١).

وقد بين أبو عيسى أن رواية الأعمش أصح من واية منصور في هذا الخبر، مع أن منصورا ثقة ثبت، فعلى هذا تكون رواية الأعمش في الدرجة العليا من الصحة.

والأمثلة على هذا كثيرة جدا، أكتفي بما تقدم.

ثانيا: هناك سلاسل هي دون ما سبق في الصحة، حكم عليها جمع من أهل العلم بالحسن، وحكم عليها أبو عيسى بالصحة.

منها: حديث سماك بن حرب، سواء كان ذلك من روايته عن الصحابة؛ كروايته عن جابر بن سمرة، أو عن التابعين كمصعب بن سعد (٢)، بل حتى في روايته عن عكرمة عن ابن عباس، التي تكلم فيها غير واحد من أهل العلم:

قال أبو عيسى: (٦٦ - حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: اغتسل بعض أزواج النبي في جفنة، فأراد رسول اللّه أن يتوضأ منه، فقالت: يا رسول اللّه، إني كنت جنبا، فقال: "إن الماء لا يجنب".

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح).


(١) "صحيح البخاري" (٦٠٥٢)، "صحيح مسلم" (٢٩٢).
(٢) ينظر أمثلة لما تقدم: (٣٣٦، ٥١٣، ٥٤٠)، (٢٢٦، ١٢٥٥)، (١٥٣١، ٢٩٨٩ - ٢٩٩٠، ٣٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>