وقد خرجه البخاري في "صحيحه"(١)، ولكن من وجه آخر، فقال: (حدثنا علي بن عياش، حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف، قال: حدثني محمد بن المنكدر به. ولفظه:"رحم الله رجلا سهلا إذا باع … ") الحديث.
ولا يقال: إن الترمذي إنما أراد الحكم على أصل الحديث؛ لأنَّه قد قال:(حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، فإذًا قصده هذا الوجه من الحكم.
وقال أبو عيسى: (١٣٤٣ - حدثنا أبو عمار الحسين بن حُريث الخزاعي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن صالح بن أبي جبير، عن أبيه، عن رافع بن عمرو قال: كنت أرمي نخل الأنصار، فأخذوني فذهبوا بي إلى النبي ﷺ، فقال:"يا رافع، لمَ ترمي نخلهم؟ " قال: قلت: يا رسول اللّه، الجوع. قال:"لا ترم، وكل ما وقع، أشبعك الله وأرواك".
هذا حديث حسن غريب صحيح).
قلت: صالح بن أبي جبير وأبوه، فيهما جهالة.
قلت: والكلام في هذا يطول، والأمثلة كثيرة جدا، وما تقدم فيه البيان الواضح على أن الترمذي يستعمل "حسن صحيح" ويعني به: أن هذا الخبر ثابت عنده؛ سواء كان بأصح إسناد، أو جمع أدنى شروط القبول.
وقد يرد على هذا التقرير بعض الأمثلة، أذكرها وأجيب عنها:
قال أبو عيسى: (٢٧٨٨ - حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، قال: حدثنا المفضَّل بن صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه ﷺ: "اشتكت النار إلى ربها وقالت: