للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: الذي يظهر أن أبا عيسى يُعلّ هذا الخبر، ويرجح هذأ أنه ذكره في "علله الكبير"، ونقل عن البخاري ما يؤيد ذلك، ولو كان يرى أن رفع هذا الخبر محفوظ لصحّحه، ولما اقتصر على تحسينه.

وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (١): (ومما اختلف فيه أصحاب نافع حديث: "من حلف فقال: إن شاء اللّه، فلا حنث عليه"، رفعه أيوب، ووقفه مالك وعبيداللّه، واختلف الحفاظ في الترجيح، وأكثرهم رجّح قول مالك).

٦ - قال الترمذي : (حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الأعمش، قال: حُدِّثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر في الدنيا يسّر اللّه عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر اللّه عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

وفي الباب: عن ابن عمر، وعقبة بن عامر.

هذا حديث حسن، وقد روى أبو عوانة، وغير واحد هذا الحديث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي … نحوه، ولم يذكروا فيه: حُدِّثت عن أبي صالح) (٢).

قلت: أبو عيسى يميل إلى أنَّ هذا الخبر معلولٌ، وأن الصواب ما جاء في رواية أسباط، والدليل على ذلك: أنه سبق أن أخرج الحديث من رواية


(١) (٢/ ٤٧٥).
(٢) "جامع الترمذي" (٢٠٥٥). سبق هذا المثال في الحسن الذي بين انقطاعه برقم (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>