للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راوٍ من الرواة - بأنه حسن: تقويةً لهذا الحديث - أو لهذا الراوي -، ولكن لا يصل لدرجة الصّحة والقبول، ولا ينزل لدرجة الساقط والواهي، كما أن الراوي المحكوم عليه بذلك لا يصل لدرجة الاحتجاج، ولا ينزل لدرجة الساقط والواهي.

ومما يدل على هذا ويؤكِّده:

١ - تعريف الترمذي للحديث الحسن، ففي خلو الحديث من المتهم، وكونه يروى من غير وجه = هذه تقوية نوعا ما للحديث.

٢ - قال الترمذي: (قال محمد: شهر حسن الحديث. وقوّى أمره، وقال: إنما تكلم فيه ابن عون) (١).

فقوله: (قوى أمره) هذا من كلام الترمذي، وأن هذه التقوية فيما يظهر من فهمه لقول البخاري: (حسن الحديث).

٣ - أن الترمذي روى حديثا في كتابه (العلل الكبير) (٢): باب ما جاء في بيعة النبي ، قال: (حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، حدثنا سيف بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: بايعنا رسول الله على ما بايعت عليه النساء … الحديث.

فسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه حسنا، وقال: سيف بن هارون له مناكير).

والشاهد قوله: (فلم يعرفه حسنا)، لأن هذا الإسناد منكر، ولذا قال: (سيف بن هارون له مناكير).


(١) (جامع الترمذي) (٣/ ٥٥٧).
(٢) (٤٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>