للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا يأتي مثله هنا، فيكون مغفرة ما تأخر من الذنوب إما أن يراد بها العصمة من الذنوب حتى لا يقع فيها، وإما أن يراد به تكفيرها ولو وقع فيها، ويكون المكفِّر متقدِّما على المكفَّر، والله أعلم).

من فوائد الحديث:

أولًا: في الحديث فضل صيام رمضان وقيامه.

ثانيًا: والحديث دال عَلَى أن الأعمال لا تزكو ولا تقبل إلا مع الاحتساب وصدق النيات، كما قَالَ : «إنما الأعمال بالنيات» (١).

وهو رادٌّ لقول زُفر: إن رمضان يجزئ من غير نية، ثم هي مبيتةٌ عند الجمهور، خلافًا لأبي حنيفة والأوزاعي وإسحاق؛ حيث قالوا: يجزئ قبل الزوال.

ولا سلف لهم فيه، والنية إنما ينبغي أن تكون مقدَّمة قبل العمل، وحقيقة التبييت لغة يقتضي جزءًا من الليل (٢).


(١) أخرجه البخاري برقم (١) واللفظ له، ومسلم برقم (١٩٠٧) عن عمر بن الخطاب .
(٢) ينظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (١٣/ ٧٢).

<<  <   >  >>