للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث السادس عشر: ما مثلي ومثل الدنيا]

عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ : «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا مَثَلِى وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ سَارَ في يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» (١).

معاني الكلمات (٢):

الكلمة … معناها

أوثر … الوثير: الفِراشُ الوَطيء، وهو الكثيف، وكلّ وطيء وثير.

صائف … شديد الحر، تقول: صيف صائف اتباع له وتأكيد، كما يقال: ليل لائل، ويوم صائف، أي، حار، وليلة صائفة.

التعليق:

وقد صدق ، نسأل الله الرواح سالمين.

قال ابن رجب (٣): (وهذا إنما كان النبي يفعله امتثالًا لما أمره الله به؛ ألّا يمدَّ عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا، فكان يتباعد عنها بكل


(١) أخرجه أحمد في المسند برقم (٢٧٤٤)، والترمذي برقم (٢٣٧٧)، وابن ماجه برقم (٤١٠٩)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) ينظر: العين للفراهيدي (٨/ ٢٣٤)، وجمهرة اللغة لابن دريد (١/ ٤٧٥)، والشافي في شرح مسند الشافعي لابن الأثير (٣/ ٣٦٥).
(٣) ينظر: فتح الباري (٢/ ٤٢٦).

<<  <   >  >>