للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث التاسع والستون: فضل الصدقة والعفو والتواضع]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» (١).

التعليق:

هذا الحديث فيه الحث على الصدقة، وبيان أنها لا تنقص المال، بفضل ما يجعل الله في هذا المال المتبقى من البركة التي تكون بسبب الصدقة، ويمكن أنها تكون سببًا في تتابع الأرزاق على العبد فلا يشعر بنقص في ماله، وفيه أيضًا الحث على العفو والتواضع، وأنهما سبب للعز والرفعة في الدنيا والآخرة.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي (٢): (هذا الحديث احتوى على فضل الصدقة، والعفو والتواضع، وبيان ثمراتها العاجلة والآجلة، وأن كل ما يتوهمه المتوهم من نقص الصدقة للمال، ومنافاة العفو للعز والتواضع للرفعة، وهم غالط وظن كاذب، فالصدقة لا تنقص المال؛ لأنه لو فرض أنه نقص من جهة، فقد زاد من جهات أُخر؛ فإن الصدقة تبارك المال، وتدفع عنه الآفات وتنميه، وتفتح للمتصدق من أبواب الرزق وأسباب الزيادة أمورًا ما تفتح على غيره، فهل يقابل ذلك النقص بعض هذه الثمرات الجليلة؟

فالصدقة لله التي في محلها لا تنفد المال قطعًا، ولا تنقصه بنصِّ النبي ، وبالمشاهدات والتجربات المعلومة، هذا كله سوى ما لصاحبها


(١) أخرجه مسلم (٢٥٨٨).
(٢) ينظر: بهجة قلوب الأبرار للسعدي (ص ٩١).

<<  <   >  >>