للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث السبعون: كنز من كنوز الجنة]

عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: «يَا عبد الله بْنَ قَيْسٍ، قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ»، أَوْ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» (١).

معاني المفردات (٢):

الكلمة … معناها

لا حول … أي: لا حيلة، يقال: ما للرجل حيلة ولا استطاعة إلا بالله. قال ابن مسعود: معناه: لا حول عن المعصية إلا بعصمة الله، ولا قوة على الطاعة إلا بعون الله.

كنز من الجنة … أي: أجر مدخر وثواب مخبأ لقائلها، وقيل: بل لمن اتصف بذلك، وتبرأ من حوله وقوته، وفوض أمره إلى الله تعالى، ولمن قالها عن صدق نيته وتحقيق ضميره.

التعليق:

المؤمن دائم التعظيم لله تعالى، لأنه يعلم من أسماء الله تعالى وصفاته ما يدل على الكمال والجلال والعظمة والكبرياء والقدرة والقوة، ويعلم كذلك أنه ضعيف فقير عارٍ لا يقدر على شيء، إلا ما وفقه الله تعالى إليه، فلا يستطيع جلب


(١) أخرجه البخاري برقم (٦٣٨٤)، ومسلم برقم (٢٧٠٤).
(٢) ينظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (٨/ ٢٠٠).

<<  <   >  >>