للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الرابع والثلاثون: اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلق له

عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الأَرْضَ، فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ العَمَلَ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ [الليل: ٥ - ٧] الآيَةَ (١).

معاني الكلمات (٢):

الكلمة … معناها

ينكت به في الأرض … أي: يضرب الأرض بطرفه، وهو أن يؤثر فيها بطرفه، فعل المفكر المهموم.

أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل … أي: نعتمد على ما قُدِّر علينا، يعني: أنه إذا سبق القضاء لكل واحد منّا بالجنة أو النار، فأيّ فائدة في السعي، فإنه لا يردّ قضاء الله وقدره.

التعليق:

سأل الصحابة الرسول فقالوا: إذا كانت أعمالنا ومساكننا في الآخرة معروفة ومحددة ومكتوبة ففيم العمل؟ فقال :


(١) أخرجه البخاري برقم (٤٩٤٩) واللفظ له، ومسلم برقم (٢٦٤٧).
(٢) ينظر: تحفة الأحوذي للمباركفوري (٦/ ٢٨٤).

<<  <   >  >>