للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث السادس والستون: الاقتصاد في المشاعر]

قال : «أحبب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضَك يومًا ما، وأبغضْ بغيضَك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبَك يومًا ما» (١).

معاني الكلمات (٢):

الكلمة … معناها

أحبب حبيبك هونًا ما … قال في النهاية: (حبًّا مقتصدًا لا إفراط فيه، وإضافة «ما» إليه تفيد التقليل، بمعنى: لا تسرف في الحب والبغض).

وعسى … الأولى: للإشفاق، والثانية: للترجي ك (لعل).

التعليق:

وهذا فيه النصيحة بالاقتصاد في إظهار مشاعر الكراهية والحب معًا، لأن القلوب تتغير، والمواقف التي أثمرت تلك المشاعر تتغير أيضًا.

ونقل البغوي في شرح السنة (٣): (عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: قال لي عمر بن الخطاب : يا أسلم لا يكن حبُّك كَلَفا، ولا بغضُك تلفًا، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إذا أحببت فلا تكْلَف كما يكلف الصبي بالشيء يحبه، وإذا أبغضت؛ فلا تبغض بغضًا تحب أن يتلفَ صاحبُك ويهلك.


(١) أخرجه الترمذي (١٩٩٧)، والطبراني في الأوسط برقم (٣٣٩٥)، عن أبي هريرة ، وقال الترمذي: غريب، وصححه الألباني.
(٢) ينظر: التنوير شرح الجامع الصغير للصنعاني (١/ ٤٠٠).
(٣) ينظر: شرح السنة (١٣/ ٦٥).

<<  <   >  >>