للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث السادس والخمسون: يتبع الميت ثلاثة]

عن أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ» (١). متفق عليه.

معاني الكلمات (٢):

الكلمة … معناها

يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ … وهذا يقع في الأغلب، وربَّ ميت لا يتبعه إلا عملُه فقط.

وَمَالُهُ … مثل رقيقِه ودوابُّه على ما جرت به عادةُ العرب.

التعليق:

يخبر النبي في هذا الحديث، أن الميت يتبعه إلى قبره: أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويتركانه وحيدًا مرتهنًا بما قدم، لأن أهله لن يدخل أحد منهم القبر معه ليؤنسه فيه.

وكذلك ماله، فلن يوضع معه في قبره، بل سيقسم على الورثة، وسيحاسب هو عليه؛ من أين اكتسبه، وفيما أنفقه.

وأما عمله، فهو الذي يدخل معه القبر، فإن كان سعيدًا مُثِّل له أحسن صورة، فيؤنسه ويبشره في قبره، فيقول: من أنت يرحمك الله؟ فيقول: عملك.

وإن كان سيئًا مُثِّل له في أقبح صورة، فيقول له: من أنت؟ فيقول: عملك.


(١) أخرجه البخاري برقم (٦٥١٤)، ومسلم برقم (٢٩٦٠).
(٢) ينظر: عمدة القاري للعيني (٢٣/ ٩٧).

<<  <   >  >>