للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث الرابع عشر: من انتسب إلى غير أبيه]

عن أبي ذر ، أنه سمع النبي ، يقول: «ليس من رجل ادعى لغير أبيه -وهو يعلمه- إلا كفر، ومن ادعى قومًا ليس له فيهم، فليتبوأ مقعده من النار» (١).

وفي لفظ في الصحيح: «ليس من رجل ادعى لغير أبيه -وهو يعلمه- إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلًا بالكفر، أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه» (٢).

معاني الكلمات (٣):

الكلمة … معناها

ادعى لغير أبيه … أي: انتسب إليه واتخذه أبًا.

وهو يعلم … قيدٌ لا بُدَّ منه؛ فإنَّ الإثم يتبَع العِلْمَ.

فليتبوأ مقعده من النار … أي: فلينزل منزله منها، أو فليتخذ منزلًا بها، وهو دعاء أو خبر بلفظ الأمر، وهذا أظهر القولين. ومعناه: هذا جزاؤه، فقد يجازى وقد يعفى عنه، وقد يوفق للتوبة فيسقط عنه.

ليس له فيهم … أي: ليس له فيهم نسب.

حار عليه … رجع عليه. والْحَور الرجوع، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الانشقاق: ١٤].


(١) أخرجه البخاري برقم (٣٥٠٨) واللفظ له، ومسلم برقم (٦١) باللفظ الآتي.
(٢) لفظ مسلم برقم (٦١).
(٣) ينظر: شرح النووي على مسلم (٢/ ٥٠)، وفتح الباري لابن حجر (٦/ ٥٤٠)، وإكمال المعلم للقاضي عياض (١/ ٣١٨).

<<  <   >  >>