للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث السادس والعشرون: قد أفلح من أسلم ورزق كفافًا

عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ». رواه مسلم (١).

معاني الكلمات:

الكلمة … معناها

أفلح … بمعنى: فاز ونجا.

والكفاف … ما كفَّ عن الاحتياج وكفى.

وقنعه الله … القناعة: الرضا بالكفاف وترك الشَّره إلى الازدياد.

التعليق:

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي (٢): (حكم بالفلاح لمن جمع هذه الخلال الثلاث.

والفلاح: اسم جامع لحصول كلّ مطلوب محبوب، والسلامة من كلّ مخوفٍ مهوب.

وذلك أنَّ هذه الثلاث جمعت خير الدين والدنيا، فإنَّ العبد إذا هدي للإسلام الذي هو دين الله، الذي لا يقبل دينًا سواه، وهو مدار الفوز بالثواب والنجاة من العقاب، وحصل له الرزق الذي يكفيه ويكفّ وجهه عن سؤال الخلق، ثمّ تمّم الله عليه النعمة، بأن قنَّعه بما آتاه، أي: حصل له الرضى بما أوتي من الرزق والكفاف، ولم تطمح نفسه لما وراء ذلك: فقد حصل له حسنة الدنيا والآخرة.


(١) أخرجه مسلم برقم (١٠٥٤).
(٢) ينظر: بهجة قلوب الأبرار للسعدي (ص ١٦٨).

<<  <   >  >>